الإصلاح والنهضة
الإصلاح والنهضة هو حزب مدني يحتضن دون تمييز جميع المواطنين وينطلق من أرضية مشتركة لترسيخ دعائم الدولة المدنية وإحترام سيادة القانون والدستور والمواطنة والتعددية

م. مروة الشيات تكتب: في ذكرى تأسيس حزب الإصلاح والنهضة من الثورة إلى الجمهورية الجديدة… مسيرة وطنية نحو الإصلاح الحقيقي

بقلم م. مروة الشيات، مسؤول لجنة التخطيط والمتابعة بأمانة الشباب

تعد ذكرى تأسيس حزب الإصلاح والنهضة في عام 2011 محطة سنوية نستعيد من خلالها ملامح المسيرة، ونراجع خطوات البناء التي شارك فيها الحزب عبر أكثر من أربعة عشر عاماً من العمل الوطني المتواصل… فمن رحم ثورة يناير المجيدة إلى لحظة التأسيس الرسمي، ثم إلى مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو، ظل الحزب جزءاً من التحولات الكبرى التي شهدتها مصر، مشاركاً بوعي ومسؤولية في صياغة رؤية مستقبلية لوطن يستحق الأفضل… فكانت البداية تأسيساً من قلب الحلم الوطني.

تأسس حزب الإصلاح والنهضة في ظل مرحلة دقيقة من عمر الوطن، حيث كانت ملامح المشهد السياسي تتشكل من جديد بعد سنوات طويلة من الجمود.. وانطلق الحزب من إيمان راسخ بأن الإصلاح لا يكون إلا من داخل المجتمع، ومن خلال أدوات ديمقراطية تحترم التنوع، وتعلي من قيمة الإنسان.. وكانت رؤيته تقوم على المزج بين الإصلاح السياسي والنهضة المجتمعية… وكان الهدف المساهمة في بناء الجمهورية الجديدة، وشراكة حقيقية في التغيير… ومع ميلاد الجمهورية الجديدة عقب ثورة 30 يونيو، دخل الحزب مرحلة جديدة من العمل الوطني، لم يكن الهدف مجرد التواجد، بل المشاركة الحقيقية والفاعلة في صنع السياسات ودعم مسارات الإصلاح التي تنادي بها الدولة، وقد تجلى ذلك في عدد من المحاور المهمة.

منها تمكين الشباب وبناء القيادات، والذي وضعه الحزب على رأس أولوياته لإعداد وتأهيل الكوادر الشبابية عبر برامج تدريبية ومبادرات واقعية، تمكنهم من الانخراط في العمل السياسي والمجتمعي، لا كديكور بل كقوة فاعلة ومؤثرة… وأسفر ذلك عن تخرج مئات الكوادر من برامج الحزب التدريبية، بعضها اليوم في مواقع مؤثرة على مستوى المحليات والبرلمان والمجتمع المدني… وجاء تمكين المرأة ودعم مشاركتها على رأس أهدافه، فانطلق الحزب من إيمان واضح بأن المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي شريكة حقيقية في صناعته. وعمل على تمكينها داخل الحزب وخارجه، حتى بات للمرأة في حزب الإصلاح والنهضة أدوار قيادية مؤثرة، وتمثيل واضح في كل المحافل السياسية والتنفيذية…

ولم تتوقف خطة الإصلاح والنهضة على الصعيد المدني فقط، بالعكس، كان للحزب دور هام ومشاركة فعالة في الكيانات السياسية، والتي كانت من المحطات الفارقة التي شارك فيها الحزب، منها على سبيل الذكر بإيجاز… المساهمة في تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين كمنصة تجمع الطاقات الشبابية من مختلف الأطياف، وتدير حواراً سياسياً ناضجاً يليق بمصر الجديدة… والمشاركة في منتديات شباب العالم ممثلاً للشباب الحزبي المصري في حوارات سياسية وإنسانية دولية، عرض فيها رؤية الحزب تجاه القضايا الوطنية والعالمية… التفاعل القوي في الانتخابات الرئاسية عبر المشاركة التنظيمية والسياسية في هيئة مكتب الحملة الرسمية بمحافظة الإسكندرية، وداخل غرفة العمليات المركزية، تأكيداً على الإيمان بواجب اللحظة ودعم الاستقرار… أما عن الحوار الوطني، فكان صوت الحزب من قلب الشارع… لم يتغيب حزب الإصلاح والنهضة عن أي مساحة حوار تُطرح من أجل الصالح العام، بل كان حاضراً بقوة داخل الحوار الوطني، حاملاً هموم المواطن وعاكساً لتطلعاته من خلال مشاركات موضوعية ورؤى نابعة من واقع الخبرة والتفاعل الحقيقي مع الناس.

وما بين البداية واليوم… مسيرة مشرفة ومستقبل واعد…
في ذكرى عيد ميلاد الحزب، لا نحتفل فقط بتاريخ، بل نحتفل بمسيرة… نحتفل بشباب آمنوا بالوطن، ونساء قدن التغيير، وأفكار تحولت إلى أثر…
حزب الإصلاح والنهضة ليس مجرد كيان سياسي، بل هو حالة من الإيمان العميق بأن الإصلاح ممكن، والنهضة مستحقة، وأن الطريق إلى التغيير يبدأ بخطوة صادقة….
وما زلنا نؤمن، وسنظل نعمل… من أجل وطن يليق بنا ونليق به.
كل عام والإصلاح مستمر، والنهضة أقرب… وكل عام ومصر في أمان ونمو وكرامة….