الإصلاح والنهضة
الإصلاح والنهضة هو حزب مدني يحتضن دون تمييز جميع المواطنين وينطلق من أرضية مشتركة لترسيخ دعائم الدولة المدنية وإحترام سيادة القانون والدستور والمواطنة والتعددية

د. علي عبد المطلب يكتب: ثورة 30 يونيو: لحظة فارقة نحو الإطار الوطني الجامع

بقلم د. علي عبد المطلب، عضو المكتب السياسي

في تاريخ الشعوب لحظات فارقة، لا تُكتب بالحبر، بل تُسطّر بالإرادة، وتبرز ثورة 30 يونيو كواحدة من تلك اللحظات الفاصلة في التاريخ المصري المعاصر، والتي جسدت جوهر الهوية الوطنية، وعبرت عن الوعي الجمعي لأمة عريقة أدركت أن مصيرها أكبر من أن يُرتهن لحساب فصيل واحد، أو يُختصر في مشروع لا يُمثله.

كانت 30 يونيو تجسيدًا لوحدة الصف الوطني، فقد خرج المصريون من جميع الفئات الاجتماعية، ومن مختلف الأعمار، إلى الميادين، متحدين في مطالبهم، فقد أدرك الجميع أن الحفاظ على الوطن يتطلب توحيد الصفوف وتجاوز الاختلافات السياسية والأيديولوجية لتكوين الإطار الوطني الجامع، المعبر عن الأمة بكامل أطيافها.

جاءت ثورة 30 يونيو ليكون على رأس أولوياتها استعادة هوية الدولة المصرية بعدما حاولت بعض الأيادي طمسها، ولتنقذ الوطن من دوامة الاستقطاب والتشرذم وشبح الحرب الأهلية، وتعيد بوصلته إلى مربع التعدد والتنوع والانتماء المشترك والوحدة الوطنية.

ما ميّز 30 يونيو أنها لم تكن ثورة ضد شخص بعينه، بقدر ما كانت انتفاضة عارمة ضد اختطاف الدولة المصرية لصالح مشروع إقصائي مغلق، حاول استبدال الهوية الوطنية الجامعة بانتماء ضيّق، يُقصي ولا يدمج، يُهمّش ولا يُمثّل. ومن رحم 30 يونيو، تشكّل الإطار الوطني الجامع، الذي تجاوز الثنائيات الضيقة التي تصدرت المشهد وقتها: إسلامي/علماني، مدني/عسكري، ليُعلن عن مصر الجديدة، مصر التي تتسع للجميع، والتي ستخطو بعد حين نحو تدشين جمهوريتها الجديدة ومشروعها الوطني التنموي.

ختامًا، تظل ثورة 30 يونيو علامة فارقة في تاريخ مصر المعاصر، تذكرنا بعراقة الأمة المصرية التي تدرك جيدًا معنى وقيمة الوطن، والمعدن النفيس للشعب المصري وقدرته على النهوض من جديد، وتعلمنا أن الدولة ليست غنيمة، بل مسؤولية وأمانة، وأن تكوين الإطار الوطني الجامع هو “كلمة السر” في تحقيق الإنجازات الوطنية ونجاح مشروع التنمية المصري.