البرنامج الاجتماعي
المنطلقات الأساسية:
ينطلق تصور حزب الإصلاح والنهضة للسياسة الاجتماعية الرشيدة والتي يسعى لتطبيقها في مصر من خلال عدة ركائز، وهي كما يلي:
1ـ تحقيق الاستقرار الاجتماعي، وذلك بسن سياسة تضامنية تستفيد من ثمراتها الفئات والشرائح الاجتماعية المعدومة والأقل دخلاً، ويدفع كلفتها جزء من أصحاب الأعمال، مع المحافظة على أوضاع الجزء الأكبر من الطبقة الوسطى باعتبارها صمام أمان هذا الاستقرار.
2ـ الاهتمام بالفئات المهمشة التي لم تنل على مر تاريخ البلاد شيئًا من الثروة ولا من العيش الكريم، على اعتبار أن ذلك من ضرورات الأمن القومي من ناحية، وفريضة أخلاقية على الدولة لا يمكنها التنصل منها.
3ـ السعي نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وهي في مفهومنا عملية تحول متعدد الأبعاد، يمس الهياكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كما يتناول الثقافة الوطنية، وهي مدفوعة بقوى داخلية مستمرة، وليس مجرد استجابة لرغبات وقتية، في إطار مؤسسات سياسية تحظى بالقبول العام وتسمح باستمرارية التنمية واستدامتها .
4ـ الأسرة تعتبر النواة الأولى وأساس الصرح الاجتماعي الذي ينشأ فيه جيل الشباب المناط به عملية البناء والتقدم لصنع المستقبل الأفضل للأمة المصرية، كما أن التطلع نحو بناء المستقبل القوي والراسخ لأوطاننا يتوقف على مدى العناية بالمرأة باعتبارها صاحبة الامتياز في رعاية الأسرة.
5ـ الثقافة هي عصب الأمة، ولبنة تكوينها الأساسية، وخطواتها الأولى نحو التقدم والنهضة، وتعتبر الثقافة بمثابة مقياس لمدى الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات، ما اتسقت مع هويته.
ولا يقتصر مفهوم الثقافة على الأفكار وحسب، بل هي أيضا تتعدى للفنون والآداب والعادات والتقاليد والأعراف، وكافة الممارسات التي تعبر عن هوية المجتمع وتوجهاته، وتكون مرآة لتطلعاته وسلوكه الحضاري.
6ـ الدين مكون أساسي وجوهري من مكونات النظام الاجتماعي وله ظائف محورية في عملية التماسك والضبط الاجتماعي من حيث قدرته على إحداث التوازن داخل النفس الإنسانية فيقيها من الانحراف والتطرف ويدفعها نحو عمارة الأرض منطلقة من مبدأ الاستخلاف، فالدين ليس مجرد شعائر تعبدية فقط، ولكن يقوم بوظائف مجتمعية أيضاً تظهر في قدرته على فرض وتمييز القيم الصحيحة في المجتمع، ووضع معيارية لما يجب أن تكون عليه العلاقات داخل المجتمع, وأهدافه التي ينشدها في كافة المجالات.
7ـ دعم مؤسسات المجتمع المدني، حيث أنها تؤدي دور الحسم في الكثير من القضايا المحورية والمفصلية في المجتمع، كونها تؤدي أدوارًا مزدوجة، فهي تدعم دور السلطة في تلك الدولة من أجل تعزيز مفاهيم الديمقراطية، والحقوق المدنية، والحكم الرشيد، كما تلعب الدور الرقابي على تلك السلطة، وتساعدها في أدوارها الاجتماعية والتنموية من ناحية أخرى.
المكونات المجتمعية:
وعلى ضوء تلك المعايير ننظر في حزب الإصلاح والنهضة إلى المكونات المجتمعية في إطار كلي على الوجه التالي:
الوحدة الوطنية:
يرى حزب الإصلاح والنهضة أن الوحدة الوطنية مقوم رئيس لنهضة المجتمع وتقدمه، فلا تقدم لمجتمع يفتقد التماسك الداخلي. والتاريخ خير شاهد على أن المسلمين والمسيحيين في مصر قد عاشوا سويًا في جو من التسامح والمساواة.
ولذلك يرى الحزب أن التعامل مع الأقباط يكون باعتبار المواطنة لا باعتبار الديانة، وذلك بإعطائهم حقوقهم المنصوص عليها في الدستور من العدل والسماحة والحرية والأمن والمساواة.
الأسرة والتماسك المجتمعي:
تمثل الأسرة, في مفهوم حزب الإصلاح والنهضة، حجر الأساس في المجتمع وتلعب دور المؤسسة الأهم التي تحافظ على تماسك بنية ذلك المجتمع.
ومن وسائلنا لدعم الكيان الأسري في المجتمع ما يلي:
ـ اتخاذ الإجراءات الداعمة للتماسك الأسري، من قبيل مراكز التأهيل التي تعمل على نشر أساليب التربية الرشيدة، والتربية الوالدية، والاهتمام بالارشاد والتوجيه الأسري، من خلال تقديم دورات في مهارات التوافق الزواجي وتأهيل المقبلين على الزواج, والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال خاصة التجربة الماليزية.
ـ وضع تشريعات تضمن الطلاق الآمن الذي يحفظ حقوق كافة أفراد الأسرة, خاصة الأطفال, ويقيها من مخاطر الانفصال العشوائي.
ـ إطلاق مشروعات مثل الأسر البديلة من أجل توفير الشعور بدفء الأسرة للأطفال الذين يفتقدون الرعاية الأسرية، مع زيادة رعاية أطفال الشوارع، وتعليمهم وإعادة تأهيلهم وعلاجهم من أجل إعادتهم إلى الانخراط في الأسرة والمجتمع، من خلال التعاون مع المنظمات الطوعية والإدارات المحلية لوضع سياسات تمنع بقاء الأطفال في الشوارع.
– طرح برامج للرعاية الاجتماعية تهتم بكل من: المطلقات والمرأة المعيلة، كذلك الأطفال الذين يتوجهون للعمل قبل بلوغهم السن القانونية للعمل.
المرأة:
يؤمن الحزب بأن المرأة لها دور محوري في نهضة بلادنا، ومن سياسات حزب الإصلاح والنهضة في التعامل مع ملف المرأة المصرية ما يلي:
ـ اتخاذ التدابير لمنع التمييز ضد المرأة، الذي يضيع حقوقها، وتقديم المشروعات والبرامج اللازمة لتشجيع المرأة على المشاركة في الحياة العامة والانخراط في العمل السياسي والحزبي.
ـ تنفيذ السياسات القاضية بزيادة معدل تعليم المرأة، ورفع العقبات المعوقة لذلك، والقيام بمشروعات تهدف إلى رفع وعي العائلات بأهمية ذلك خاصة في المناطق الريفية.
الشباب والرياضة:
يرى حزب الإصلاح والنهضة أن الشباب هم مصدر الديناميكية وقوة التغيير في البلاد، وهم الثروة الحقيقية لمصر، ولذا فإن امتلاك مصر لمجتمع شاب فرصة كبيرة لتطورها، ولكن الشباب في مجتمعنا لم يتلق التعليم اللائق به، ولم يتم توفير فرص العمل الكافية له، مما أنتج قدرًا هائلًا من الطاقات الشبابية المكبوتة في مصر، وحتى الآن ليس هناك من دور حقيقي لصقل هذه الصفات العظيمة التي بدت جلية عند الشباب المصري خلال ثورة 25 يناير وما بعدها.
وترجع أهمية الاهتمام دراسة واقع مشكلات الشباب وحاجاتهم وطموحهم إلى أسباب عديدة منها:
1- أن الشباب يمثلون أمل الأمة ومستقبلها الذين سيحملون مسئولية النهوض بالوطن في شتى الميادين ولذلك فإن تنشئتهم تنشئة سليمة تسهم في إعدادهم لتحمل تلك المسئولية.
2- يمثل أفراد هذه الشريحة العمرية نسبة عالية من بين جملة عدد السكان، الأمر الذي يستدعي تكثيف أنشطة وبرامج الرعاية التي توجه لهم لمواجهة واقعهم.
3- أن هؤلاء الشباب يعيشون في عالم يتغير بسرعة شديدة وتتلاش فيه الحدود بين المجتمعات مما يجعلعهم معرضين للتيارات الثقافية الواقعة من الخارج ويضعهم في مجالات التأثر بتلك الثقافات في شتى وجوهها.
ويمكن تصنيف حاجات الشباب في ارتباطها بالمشكلات التي يعانون منها إلى ما يأتي :
1- حاجات اقتصادية : حيث تعد الحاجات الاقتصادية من الحاجات الأساسية، وتأتي الحاجة إلى العمل في مقدمة الحاجات الاقتصادية وخاصة بالنسبة للمتعلمين، ذلك أن التعليم لا زال هو القناعة المشروعة للحصول على وظيفة مناسبة وفقدان علاقة الارتباط بين هذه المتغيرين يؤدي إلى كثير من المشكلات.
2- الحاجات الاجتماعية : حيث يعد الزواج وتكوين أسرة في المجتمع المحافظ في مقدمة الحاجات الاجتماعية، ذلك أنه السبيل المشروع الوحيد لإشباع الغرائز الفطرية لفئة الشباب ويعوق تلبية هذه الحاجة كثير من التعقيدات الاقتصادية والاجتماعية .
3- حاجات ثقافية : حيث تعد قيم الحوار والمشاركة، من أهم القيم الثقافية التي يجب غرسها في الشباب ليتسنى لهم التعبير عن مشكلاتهم واقتراح الحلول لها ولكي يتأكد انتمائهم إلى مجتمعهم، وعلى ذلك فإننا مطالبون بإعادة صوغ ثقافتنا بشكل يساهم في فتح المجال أمام الشباب للابتكار والإبداع.
ومن وسائلنا للاستفادة من طاقات الشباب ودعم قطاع الرياضة ما يلي:
ـ دعم التنشئة السياسية في المدارس ومراكز الشباب بما يسمح بتخريج عناصر شابة ذات مهارة ومسلحة بالمعرفة وقادرة على التفكير باستقلالية، وتمكينها في مؤسسات الحكم المختلفة.
-الاهتمام بالتربية القيادية للشباب من خلال إنشاء مراكز لإعداد القادة في مختلف المحافظات.
ـ اتساع نطاق مراكز الشباب ودعمها وزيادة الإنفاق عليها لمنح الشباب فرصة أكبر في المشاركة في الفاعليات الرياضية والاجتماعية، وتعاون المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والإدارة المحلية في هذا المجال.
ـ تبني سياسات تمكين الشباب وتأهيلهم التأهيل القيادي من خلال اكتشاف الشباب ذوي المواهب والإمكانيات العالية بواسطة الهيئات المختصة ومنحهم تدريبًا خاصًا حسب ميولهم ومهاراتهم.
ـ استحداث سياسات رياضية جديدة تتواكب مع التغيير الحادث في مصـر والعالم، والسعي ناحية إنهاء التركيز الحاصل على مجموعة من الأنشطة الرياضية، بسبب التركيز الإعلامي عليها، بزيادة التفاعل بين الأفراد وبين الرياضات الأخرى، وتشجيعهم على ممارستها.
ـ العمل على تكوين مؤسسات مجتمعية يكون هدفها الرئيس تذليل الصعوبات التي تواجه الشباب, خاصة في مجال تكوين الأسرة، والاستقلال الاقتصادي.
تطوير عالم الطفولة:
تعتبر الطفولة مرحلة أساسية في عمر الإنسان حيث تشغل ما يقرب ربع حياته ولأحداثها آثار واضحة في بقية عمره سواء أكان ذلك في السلوك أو الصفات الشخصية.
وتنبع أهمية الطفولة من الأسباب التالية:
- تمثل الطفولة مرحلة ضعف بالنسبة للإنسان يحتاج فيها وبشكل دائم إلى رعاية وعناية في كافة شؤونه سواء البدنية أو النفسية أو الاجتماعية.
- التوجيه الذي يتلقاه في هذا العمر يترك أثرًا بالغًا عليه والطفل الذي يعيش أجواء مضطربة غالبًا ما تؤثر في شخصيته عندما يبلغ.
- العناية والاهتمام بالجوانب العقلية للطفل يساعد على نجاحه فالأذكياء عادة ما تتوفر لهم ظروف بيئية وعناية في صغرهم تساعدهم على الإبداع عند الكبر.
- يتشرب الطفل وبسهولة المبادئ والأخلاق مما يجعل لديه من المسلمات ما يساعد في إعطائه حصانة قوية ضد المؤثرات الخارجية وتتحول لديه عند الكبر إلى أصول وقواعد مبررة.
- إهمال الجوانب البدنية في التغذية المتوازنة والعناية بالصحة يؤثر بشكل بالغ على شخصية الطفل ويترك آثارًا لا تمحى عند الكبر خصوصًا إذا كان النقص في المواد الحيوية الضرورية لبنيته الجسمية.
- الأطفال يشغلون نسبة عالية من المجتمع تزيد أحيانًا على النصف خصوصًا في دول العالم الثالث ومن ضمنها جميع دول العالم الإسلامي.
والتحديات التي تواجه الطفولة في مصر مازالت كبيرة وكثيرة، ممثلة في:
1ـ الأمراض التي مازالت مستوياتها عالية في أماكن مختلفة.
2ـ التسرب من التعليم.
3ـ الزواج المبكر.
4ـ عمالة الأطفال.
5ـ وأطفال الشوارع المشردين.
ومن وسائلنا لتحقيق تقدم فيما يخص تلك التحديات ما يلي:
1ـ التوسع في فتح مراكز التأهيل الأسري التي تهتم بتثقيف الأمهات بكيفية التعامل والارتقاء بالطفل.
2ـ توفير فرص التعليم المتكافئة لجميع الأطفال، مع التوسع في فصول رياض الأطفال وتوفير هيئات تدريس والارتقاء بجودة التعليم.
3ـ توفير التأمين الصحي للأطفال، وتوفير التطعيمات مع الاهتمام بالغذاء الصحي والمواد التي يعتمد عليها جسم الطفل، والعمل علي وصول الخدمات الصحية للأماكن النائية.
4ـ مشروع حماية ورعاية أطفال الشوارع من المخدرات وإعادة تأهيلهم للانخراط في المجتمع.
5ـ تشجيع مشاركة المجتمع المحلي والجمعيات الأهلية في التخطيط لبرامج تنمية الطفولة المبكرة بالمجتمعات المحلية.
مستوى معيشة المواطنين:
نرى في حزب الإصلاح والنهضة أن المهمة الرئيسية للحكومة هي العمل على رفع مستوى معيشة المواطنين من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الواسع، وتوفير خدمات الصحة العامة للجميع وفق المعايير العالمية المتعارف عليها، مع وضع آليات مناسبة تكفل رعاية مستمرة لكبار السن وغير القادرين، وتدفع أي تمييز يتعرض له أصحاب الاحتياجات الخاصة.
ومن وسائلنا لتحقيق تلك المفاهيم ما يلي:
ـ وضع حد أعلى وحد أدنى للأجور في القطاعات الحكومية، يوازن ما بين الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، من ناحية، ويواكب معايير التكلفة المعيشية العالمية من ناحية أخرى.
ـ إنشاء برامج خاصة للنهوض بالأسر الفقيرة، لا تعتمد على مجرد رفع قيمة المعونات، ولكن تعمل على انتشالهم من وضعهم المادي إلى وضع إنساني لائق بتوفير فرص عمل مناسبة، تدفع بعجلة الإنتاج من ناحية، وتقضي على الفقر من ناحية أخرى.
ـ السعي للقضاء على الاختلالات في مستوى المعيشة بين المناطق الفقيرة وغيرها من المناطق الأفضل حالاً، والعمل على القضاء على العشوائيات، وتوفير بيئة صحية ملائمة تتفق والمعايير العالمية للتنمية والنهوض بمصر.
ـ اتخاذ التدابير الهيكلية في جميع الأماكن العامة لتسهيل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، وزيادة الاعتمادات المالية اللازمة لسد احتياجاتهم ودعم القدرات التدريبية التي تستهدفهم، مع السماح بالإعفاءات الضريبية للأعمال التجارية التي تساهم في ذلك، والإلتزام بتوفير فرص عمل مناسبة لهم.
ـ تأمين الضمان الاجتماعي والمساعدة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية المناسبة لكبار السن، وغير القادرين على الكسب، وإنشاء بيانات إحصائية أساسية دقيقة عن هذه الفئات، بحيث تصل الخدمات إلى جميع مستحقيها بصورة جيدة.
ـ تطبيق نظام تأمين صحي عام وفعال يغطي جميع المواطنين، ويكون لدى الدولة التزام بتقديم تلك الخدمات الأساسية للجميع، وفي حالات الضرورة يمكنها التعاون مع القطاع الخاص.
ـ اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الزيادة المضطردة في نسبة الإصابات الخطيرة والأمراض المستعصية مثل السـرطان وتليف الكبد والفشل الكلوي، وما تحدثه من أضرار تتجاوز في مصر المعدلات العالمية.
ـ وضع التدابير اللازمة وحشد طاقات الدولة للقضاء على ظاهرة انتشار المخدرات والإدمان من خلال رسم البرامج الاجتماعية والصحية لرفع الوعي بخطورة الإدمان على الوطن والمواطنين.
الدين:
يعد الدين، بمفهومه الحضاري الواسع، من المكونات الرئيسية للمجتمع المصري، وكان ولا يزال هو العنصر الضامن لاستقرار وثبات النسيج الاجتماعي في مصر، ومن ثم كان تناول هذا الجانب من أولويات حزب الإصلاح والنهضة.
ونحن نستهدف في هذا الجانب ما يلي:
ـ الإصلاح الديني، ونعني به وضع التصورات والأطر العامة الصحيحة لتفاعل الدين مع المجتمع والحياة ممثلًا في تجديد الخطاب الصادر عن العلماء والدعاة والمؤسسات الدينية الرسمية في مصر، وكيف يمكن له أن يؤدي دوره في صناعة النموذج النهضوي للمواطن المصري.
ـ بالنسبة للمؤسسات الدينية الرسمية، فمما لا شك فيه أن المناداة بالإصلاح والتغيير فيه صار واجبًا في ظل تراجع الدور الذي يؤديه الأزهر كمؤسسة عريقة تساهم في صياغة وتشكيل وجدان الإنسان المصري وغير المصري في كافة أنحاء العالم الإسلامي.
ـ وضع ضوابط للممارسة الدينية تضمن تأهل جميع المتصدرين لهذه المهمة، مع توفير التدريب والتعلم المستمر للخطباء والأئمة، وهو الأمر الذي من شانه الحد من مظاهر الانحراف والتطرف في التعاطي مع النص الديني.
التعليم والبحث العلمي:
الاهتمام بالمنظومة التعليمية، التي تشمل الطالب والمعلم والمؤسسات التعليمية، في رؤية حزب الإصلاح والنهضة هو أساس أي نهضة شاملة، على اعتبار أن الاستثمار في مجال التعليم يحقق الجودة الشاملة في كل المجالات النهضوية الأخرى.
كما يؤمن حزبنا بأن البحث العلمي والتكنولوجيا لها أهمية إستراتيجية في التنمية الاقتصادية المستدامة والنهضة الشاملة.
ومن وسائلنا لتحقيق تلك المفاهيم ما يلي:
ـ تصميم وتدريس المناهج التعليمية على وجه يربطها بالتخطيط النهضوي الشامل، والحاجات المجتمعية والاقتصادية للبلاد، وسوق العمل.
ـ توطين العلم والسعي لرفع جودة التعليم العام وتطوير وسائله التكنولوجية، وتنفيذ سياسات تعليمية تشجع على حرية التفكير والإبداع.
ـ إعادة هيكلة كليات التربية للإرتقاء بنوعية خريجها لتتناسب مع متطلبات النهضة، مع الاهتمام بالكفاءة التربوية والتعليمية المستمرة للمدرس طول فترة أداءه للعمل.
ـ العناية بالبعثات التعليمية، خاصة في الدول صاحبة التجارب الناجحة في العملية التعليمية، مقترنا بدعم أنشطة التطوير والأبحاث، ودعم المؤسسات البحثية خاصة في القطاع الخاص والجامعات.
ـ وضع حزمة من القوانين تساعد على التوسع في التعليم الأهلي غير الهادف للربح في مراحل التعليم المختلفة سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي.
ـ تخصيص الميزانيات المناسبة للعلماء والباحثين المتفرغين، للحد من هجرة العقول العلمية النابغة إلى الخارج.
ـ الاهتمام بأقسام التطوير والبحث العلمي في المؤسسات والشركات ودعمها، مما يشجع المؤسسات على التطوير المستمر في أدائها.
ـ تحضير البنية التحتية لشبكة المعلومات الوطنية لتتوافق مع النظام الدولي، من أجل تسـريع وتيسير وصول جميع المواطنين للمعلومات خاصة الشركات الصناعية.
ـ تشجيع الشراكات والاستثمار من أجل تحويل الاختراعات التكنولوجية إلى منتجات.
– الاهتمام بالعلوم الإنسانية، وتفعيل المراكز البحثية في هذا المجال.
ـ إصلاح وتحديث منظومة التعليم في الأزهر الشريف والتي تشكل ثلثي التعليم في مصر.
الثقافة والفنون:
الثقافة هي المحيط الذي يشكل فيه الفرد والمجتمع طباعه وشخصيته، وتعد أحد أهم دعائم الحياة الاجتماعية، فلا تستقيم الحياة الاجتماعية، ولا يمكننا الحديث عن عناصرها بمعزلٍ عن الثقافة التي نعتبرها، من ناحية، عملية متجددة، تواكب كل ما يحدث من متغيرات في بيئة الفرد والمجتمع، وتعبر عن الهوية الحضارية للوطن، من ناحية أخرى.
ومن وسائلنا في حزب الإصلاح والنهضة للرقي بالمستوى الثقافي للأمة المصرية ما يلي:
ـ التفاعل الثقافي الإيجابي والانفتاح الانتقائي على الثقافات الأخرى، بما يسمح بتصدير ثقافتنا للآخر بما يحقق ريادة فكرية، كما يسمح بتدعيمها بكل ما هو مفيد ونافع عند الآخرين.
ـ دعم كافة المشاريع الهادفة إلى تشجيع التطوير في مجال الثقافة والفنون، خاصة صناعة السينما، وتوسيع نطاق قصور الثقافة ومراكز الثقافة لتصل جميع أنحاء الوطن.
ـ ترسيخ مفهوم الثقافة، والإعلام الحضاري، بحيث تكون المواد الثقافية والفنية من شعر ومسرح وسينما ودراما وغيرها داعمة لقضية النهضة المصرية، بحيث تعمل على صياغة وبناء إنسان حضاري.
ـ الحرص على التنوع الثقافي بين أبناء الأمة المصرية، باعتباره ثراءً معرفيا يسهم في تدعيم الحضارة المصرية، مع ضرورة أن يترافق ذلك مع تطوير المنتج الثقافي في مجالاته المتعددة.
– الاهتمام بتعليم اللغة العربية ونشرها، وكذلك الحفاظ على التراث المصري وآثار مصر وفنونها عبر التاريخ.
وسائل الإعلام:
لا شك أن الإعلام إذا استكمل مقوماته ووسائله الصحيحة وأحسن استخدامه وتوجيهه، كان قوة دافعة كبرى للبناء والتطور والنهوض بالمجتمع.
ولأن الإعلام، كما يراه حزب الإصلاح والنهضة، أداة فاعلة ومنظومة متكاملة، فلا بد من تفعيل أدائه لترسيخ بناء الدولة وترسيخ الثوابت الوطنية لديها ولدى مواطنيها، وذلك من خلال الوسائل التالية:
ـ وضع ضوابط للممارسة الإعلامية التي تضمن الحرية بسقفها العالي من ناحية، والمسئولية المجتمعية من ناحية أخرى.
ـ تشجيع الإعلام على نشر القضايا التي تلامس احتياجات المجتمع، وحماية القيم الثقافية من خلال هيئة وطنية متخصصة.
ـ منع العلاقات التجارية والسياسية من التأثير على الإعلام أو تقييد حريته في تلقي المعلومات والأخبار الصحيحة.
البيئة والإسكان:
قضيتا الإسكان والبيئة لهما أهمية كبيرة في برنامج حزب الإصلاح والنهضة، الذي سيعمل على علاج المشاكل المزمنة المتعلقة بهما، بإتباع الوسائل التالية:
ـ العمل على حل مشكلات البنية التحتية للمدن من خلال إصلاح جذري تقوم به الإدارات المحلية، ووضع اشتراطات تضمن توفر سكن صحي ومناسب للمواطنين.
ـ اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع البناء الذي يلحق الضرر بالبيئة الطبيعية والمباني التاريخية، وإعادة مراجعة السياسات المتعلقة بذلك، وكذا منع كافة أشكال العشوائيات.
ـ دعم مشاريع مترو الأنفاق لحل مشكلة المواصلات في المدن الكبرى، وتوسيع نظام المواصلات المائية والسكك الحديدية، ووضع معايير ترتفع بجودة الحياة في المدن بدء من المناطق ذات الأولوية، لما لذلك من أثر في الحد من مشكلة الإسكان.
ـ التوسع في الإسكان المتوسط، الذي تحتاج إليه النسبة الغالبة من سكان مصر، وتوفير الدعم المالي للتوسع في النطاق الجغرافي للمدن.
ـ تجريم أي نشاط تنموي أو إنتاجي يلوث البيئة، بحيث لا يمكن اعتبار مصر بعد اليوم مكانًا للنفايات الضارة، سواء بسبب إنتاجها أو بقيام دول أخرى بدفن تلك النفايات.
ـ تقليل معدل التلوث عن طريق السيطرة على النفايات الصناعية، والتي لها تأثير سلبي ودائم على النظام البيئي، والتأكيد على نقائها.
ـ اعتماد الدراسات التي أجرتها المنظمات الدولية والمتعلقة بالبيئة والاستعانة بها، مع تطوير البرنامج التعليمي ليشمل توعية المواطنين بيئيًا منذ صغرهم.
ـ وضع معايير لاستخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والهرمونات في مجال الزراعة، وصياغة آلية للسيطرة على ذلك وفق تلك المعايير.
ـ الاهتمام بالطاقات النظيفة بحيث تحل تدريجيا محل مصادر الطاقات التي تسبب تلوثا للبيئة.
منظمات المجتمع المدني:
سبق الحديث عن دور مؤسسات المجتمع المدني في المنظومة السياسية، وفيما يخص الجانب الاجتماعي نرى أن لها عدة أهداف منها:
ـ تنفيذ دراسات وأبحاث في مجال التنمية، وذلك بهدف تحقيق التوازن في التخطيط، والتنفيذ، ونقل التنمية إلى مختلف المناطق، بناء على الدراسات، بهدف سد الفجوات الحاصلة بين المناطق المختلفة.
ـ الاستثمار في المشاريع الهامة ذات الصبغة الاجتماعية بهدف تخفيف المشاكل المجتمعية، أو الحد منها ما أمكن.
ـ المساهمة مع السلطات في حل المشاكل والصعوبات الداخلية، بهدف تحقيق الاستقرار، وتوفير الأمن، وذلك من خلال حملات توعية مستمرة.
– دعم مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية لتقوم بدورها في تقديم نشاطات ذات نفع عام في مجالات عدة، صحية وتعليمية واجتماعية وترفيهية ورياضية ودينية.. ، تشكل في مجموعها المجال الحيوي للنشاط التطوعي والخيري، حيث تنتج الخدمات وتساهم في إنتاج السلع دون استهداف الربح
– تختلف مجالات نشاط عمل المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع الأهلي باختلاف أهدافها ووسائلها واهتماماتها، ويسعى الحزب لتمكين تلك المؤسسات لتوعية الرأي العام باحتياجات ومتطلبات التنمية، والسعي إلى تمكين المواطنين وتحفيزهم في الجهود الرامية لتنفيذ برامج التنمية.
لتحميل البرنامج كاملا
اضغط هنا