حزب الإصلاح والنهضة أول حزب اجتماعي في الوطن العربي
منذ نشأة الأحزاب السياسية وحتى يومنا هذا ومهام تلك الأحزاب وتصنيفاتها تتطور يومًا بعد يوم، تبعًا لتطور المجتمعات ذاتها اقتصاديًّا وفكريًّا وثقافيًّا، وقد ساعد في ذلك ظهور احتياجات جديدة فرضت على الأحزاب أن تضع الاحتياجات الجديدة في اعتبارها، إذا أرادت أن تجعل مبادئها وبرامجها تمكنها من الوصول إلى السلطة، وبالتالي تحقيق وعودها الانتخابية لمرشحيها، ما يعود في النهاية على المجتمع ككل بالفائدة.
وحينما بدأت الأحزاب الحديثة في الولايات المتحدة عام 1850 كانت تصنف على أنها “نادي النخبة”، ثم تطورت التصنيفات تباعًا منذ ظهور الرأسمالية والاشتراكية، ثم الاحزاب الدينية والأحزاب البراجماتية، ثم الأحزاب التي حاولت التوفيق بين المدرسة الرأسمالية والاشتراكية، ثم أخيرًا أحزاب الحركات الاجتماعية، التي تعتبر تصنيفًا جديدًا نشأ منذ مطلع القرن الحالي كتوصيف للأحزاب التي خرجت من رحم الحركات الاجتماعية في أمريكا الجنوبية، حيث قامت تلك الأحزاب بدور وسيط بين العمل السياسي والمجتمع المدني، ومازالت تلك التصنيفات في تطور إلى يومنا هذا.
ونحن كحزب سياسي نشأ من رحم حركة إجتماعية درست الواقع المصري وتبنت منهج الاجتماع السياسي في رؤيتها، ورأت أن مصر في حاجة إلى الإصلاح الاجتماعي المتدرج القائم على تمكين الشباب من خلال بناء نخب جديدة وبناء قيادات واعدة في مختلف المجالات، إلى جانب بناء المؤسسات المختلفة التي تضمن استمرارية الإصلاح الاجتماعي الذي تقوم به النخب، نرى في حزب الإصلاح والنهضة الذي نشأ في أعقاب ثورة الـ25 من يناير في يوليو 2011 ضمن أول عشرة أحزاب أنشأت بعد الثورة أننا نصنف كحزب “وطني اجتماعي محافظ”.
وحينما نقول: حزب الإصلاح والنهضة هو: “حزب وطني اجتماعي محافظ” فإننا نقصد بكل كلمة ملمحًا أساسيًّا يرسم كل المبادئ أو الآراء أو التصريحات أو البرامج الانتخابية التي تصدر عن الحزب، ويحدد كل الفاعليات أو المشروعات التي يمارسها الحزب على أرض الواقع، ويكون ضابطًا لجميع التحركات والاختيارات التي تساعد الحزب في الوصول إلى السلطة:
وطني: أي أن حزب الإصلاح والنهضة هو حزب لكل المصريين بلا أي تفرقة، قائم على أساس المواطنة، لا يفرق بين المصريين على أساس دين أو لون أو عرق أو جنس، وهو قائم بالأساس لبناء مصر ووضعها في مصاف الدول المتقدمة، وهذا هو الهدف الأساسي والأمل المنشود الذي من أجله أشهر الحزب، ولذا كانت ثوابت الأمن القومي المصري إحدى أهم المبادئ التي يتحرك الحزب على أساسها.
اجتماعي: أي أن هذا الحزب يرى الدولة القوية لا تكون إلا بمجتمع قوي، ولهذا فإنه يدعم بناء مجتمع مدني قوي، يقوم بالكثير من الأدوار التي يمكن من خلالها تخفيف العبء عن الحكومة أو المراقبة عليها أو التقليل من سيطرتها، وهذا يعتبر أحد أهم أدوار الحزب، ولا يقل أهمية عن ممارسة السياسة والوصول إلى السلطة.
محافظ: أي أن حزب الإصلاح والنهضة يرى أن جميع مبادئه وبرامجه وتصريحاته عليها أن تراعي القيم التي تمثل المجتمع المصري والتي شكلت الهوية المصرية حتى يومنا هذا، فنحن لا ندعم أو ندعو لأي قوانين أو ممارسات لا تتناسب مع قيم المجتمع المصري.
ونؤكد أننا بهذا التصنيف أول حزب يطرح تلك الرؤيا على مستوى الوطن العربي، وعلى هذا التصنيف وتلك المبادئ اتخذ الحزب جميع مواقفه وتصريحاته، وشارك في الانتخابات البرلمانية السابقة وانتخابات مجلس الشورى، وقام بكل الفاعليات والحملات والمشروعات الواقعية لخدمة المواطنين، ونحن على يقين أن مصرنا الحبيبة وهي تعيش تلك اللحظات العصيبة لهي في أشد الحاجة لذلك الحزب، خاصة وبعد أن أثبتت جميع الأيدولوجيات على الساحة السياسية أنها لن تستطيع أن تقدم شيئًا.