بيان حزب الإصلاح والنهضة بشأن الأحداث في ليبيا
استقبلت الأمة العربية بمزيد من الفرح دخول الثوار العاصمة الليبية طرابلس، وسيطرتهم على الأوضاع في تلك المدينة التي تعد آخر معاقل نظام العقيد معمر القذافي، الذي تسلط على رقاب الشعب الليبي لأكثر من 40 عامًا.
وحزب الإصلاح والنهضة, في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة, يهنئ الشعب الليبي الشقيق على نجاح ثورته, والتي امتدت قرابة 6 أشهر, ضحى فيها الشعب بدماء كثيرة, ضاربًا المثل في الصبر والاحتساب للثورات المندلعة في عدة دول عربية أخرى.
ونحن في حزب الإصلاح والنهضة ندعو الله تبارك وتعالى أن يتقبل شهداء الثورة في الصالحين, ونتقدم بخالص العزاء لأبناء الشعب الليبي عامة ولأسر الشهداء على وجه الخصوص, داعين جموع الشعب الليبي الشقيق إلى التحلي بأخلاق الثورة المباركة, تاركين القصاص من المجرمين والطغاة والفاسدين للقضاء العادل, وتجنب تشويه وجه الثورة بعمليات انتقامية.
ونناشد الثوار على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم الحفاظ على جمع الكلمة ووحدة الصف في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد, وعدم السماح لأية قوى بشق صفوفهم وإحداث الوقيعة بينهم, والتي قد يكون من جرائها إجهاض أهداف الثورة وانتكاسها.
وليلتفت الثوار في مسيرة البناء والنهضة التي يطمح إليها الشعب الليبي بعد سنوات من القمع والإرهاب من المتربصين والانتهازيين السياسيين، الذين يسعون لركوب موجة الثورة, وهم الآكلون على كل الموائد, والذين قد يسعون للانحراف بالثورة عن مسارها وأهدافها.
ويحذِّر حزب الإصلاح والنهضة الثوار من الوقوع في أحضان القوى الأجنبية, والتي إن كانت دعمت الثورة فلمصالح رأتها وأغراض سعت إليها, مع التأكيد على أن ذلك لا يمنع من التعامل مع كافة القوى الخارجية بتوازن واعتدال يحفظ على ليبيا الحرة استقلال قرارها ووحدة أراضيها.
وأخيرًا؛ فإن حزب الإصلاح والنهضة يناشد أولئك الذين يتشبثون بكراسي الحكم في سوريا واليمن وغيرهما بأن ينزلوا على رغبه شعوبهم طواعية، قبل أن تنزلهم الشعوب عنوة, فالشعوب متى أرادت تمكنت من إنفاذ ما تريد بإذن من الله, لا يصدها عن ذلك تضحية بمال ونفس.