من أربكان للإخوان لأردوجان.. هل تأتي نفس الأسباب ألا بذات النتائج؟!
بقلم عمرو نبيل
لأكثر من عشر سنوات ظل أردوجان تركيا رمزاً للنجاح السياسي الديمقراطي والنهوض الاقتصادي والقوة الإقليمية.
فهو الرجل الذي رفض العيش في جلباب أربكان الأيديولوجي وقفز من قارب الصدام المجتمعي إلى بحر الانفتاح الاجتماعي الرحب ليؤسس حزب “العدالة والتنمية” الذي ضم تيارات متعددة من الطيف السياسي والمجتمعي التركي ليقدم للمواطن التركي حزباً قومياً وطنياً يضع مصالح المواطن والوطن على رأس أولويات أجندته السياسية بعيداً عن الصراعات السياسية الأيديولوجية.
ومن النجاح على المستوى المحلي كعمدة لمدينة أسطنبول إلى الطفرة الاقتصادية المبهرة وقطع أشواط غير مسبوقة على درب تحقيق حلم المواطن التركي في الانضمام إلى المجموعة الأوروبية، ما جعله يستحق بجدارة أن يكون الأختيار الأمثل لأغلبية الشعب التركي بمختلف مكوناته الثقافية والعرقية.
وهو الأمر الذي جعل الكثير من المصريين عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة وتأسيس جماعة الإخوان المسلمين لحزب “الحرية والعدالة” المنحل يتمنون أن تسلك الإخوان نفس درب أردوجان لتحقق مصر ما حققته تركيا من توافق مجتمعي وتحول ديمقراطي ونهضة اقتصادية.
لكن العجب كان في عدم أستفادة الإخوان من أي دروس إيجابية في التجربة الأردوجانية، وكل العجب كان في تكرار أردوجان لنفس الأخطاء الإخوانية، فما كان من الشعب التركي ألا أن أذاقه من ذات الكأس الذي أجبر الشعب المصري الإخوان على تجرعها.
فكما تنكر الإخوان لتعهداتهم لكل القوى السياسية والثورية التي ساندتهم في اتفاق فيرمونت فضلاً عن رفضهم لنصائح بعض الإصلاحيين داخل الجماعة حتى أنفض الجميع عن الجماعة ورئيسها وأسقطوه ثورياً، أصر أردوجان على العديد من السياسات على الرغم من اعتراض العديد من القوى السياسية والمجتمعية التركية الداعمة له وكذلك الاتجاهات الإصلاحية داخل حزبه عليها إلى أن عاقبته هذه القوى والتيارات بإسقاطه إنتخابياً.
نجح أردوجان عندما كان يعمل لصالح المواطن التركي والدولة التركية، وخسر أردوجان ذاته وبرغم كل إنجازاته عندما بدأ يعمل لصالح أيديولوجيته لا دولته (تماماً مثلما فعل الإخوان) متهماً كل مخالف له بالخيانة والعمالة.
تحيا الشعوب حامية الأوطان.
ستظل الوطنية معيار نجاح أو فشل المشاريع السياسية.