هشام عبد العزيز للجزيرة: مرسي وصل للسلطة بفضل الثورة ودعم القوى الوطنية والشعب يرفض مجرد التعديلات ويريد تحول ديمقراطي حقيقي
شارك الأستاذ هشام مصطفى عبد العزيز رئيس حزب الإصلاح والنهضة، مساء الأثنين، في لقاء على قناة الجزيرة مباشر مصر حول الحصاد السياسي للمائة يوم الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي على الصعيدين الداخلي والخارجي. وبدأ اللقاء بمناقشة مدى التزام الرئيس مرسي بالتعهدات التي تعهد بها للقوى الوطنية في وثيقة “فيرمونت” قبيل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بشأن المشاركة الوطنية والتوافق الوطني وأن يكون ممثلًا للثورة ساعيًا لتحقيق أهدافها.
ورأى عبد العزيز أن الرئيس مرسي أنقذ مصر وثورتها من الحزب الوطني وأحمد شفيق والمجلس العسكري ومحاولات الالتفاف على الثورة والإنقلاب عليها، غير أن شكك في اتساق الخطوات السياسية التي يسير عليها مع مسار الثورة واستحقاقاتها وتحقيق أهدافها، مشيرًا إلى أن الوقت مازال مبكرًا للحكم على أداء مرسي السياسي. غلبة التكتيكي على الإستراتيجي: وبالنظر إلى تحركات الرئيس مرسي في إطار التوجهات السياسية للإخوان قال رئيس الإصلاح والنهضة أنه لا ينبغي على الإخوان اتباع سياسات الحزب الوطني المنحل المتعلقة باستغلال ضعف القوى السياسية الأخرى. ورأى أن الإخوان وطني ألا أنه يلتزم بالشراكة الوطنية والتوافق الوطني شكليًا من أجل امتصاص الواقع وعبور مراحل معينة وأن حساباتهم السياسية يغلب فيها الجانب التكتيكي على الجانب الإستراتيجي. وأوضح عبد العزيز أن الإخوان لديهم شعور بأنه بإمكانهم “شيل الشيلة لوحدهم” لكن هناك بعض المعوقات فقط. وانتقد هذه الرؤية، مؤكدًا على أن الشعب المصري لن يقبل منهم مثل هذه المحاولات لأنهم وصلوا للسلطة عبر ثورة شعبية كبيرة بالأساس وبدعم القوى الوطنية لهم وليس في سياق طبيعي ومجرد انتخابات عادية كي يقوموا فقط ببعض التعديلات، مشيرًا إلى أن الشعب لن يرضى بأقل من تحول ديمقراطي حقيقي.
وفي معرض رده على سؤال حول أخونة الدولة قال إن هناك فرق بين ما ترغب فيه الإخوان من أخونة للدولة وبين قدرتهم على ذلك، لافتًا إلى أنهم لا يملكون الكوادر الكافية ولا القادرة على السيطرة على كامل مفاصل الدولة. وأضاف أن محاولة تلوين الدولة بلون معين أمر غير مقبول، وأنه من الطبيعي أن تختار الأغلبية الكفائات من رجالها لتولي المناصب السياسية، غير أن استبعاد الكفائات الوطنية لحساب أشخاص أقل قدرة لمجردة انتمائهم السياسي لا يجوز بالمرة. بناء شرعية جديدة تجمع 6 أكتوبر بـ 25 يناير: وفيما يتعلق بالدور السياسي للجيش في ظل حكم مرسي نبه عبد العزيز إلى ضرورة عدم الخلط بين عدم تدخل الجيش في السياسة الداخلية والأمور المتعلقة بيوميات المواطنين وتيسير مصالحهم وبين مسألة الأمن القومي لمصر والتي يشارك الجيش فيها. وأوضح أنه وإن كان الرئيس هو الذي يأخذ قرار الحرب ألا أن مثل هذه القرارت لا تؤخذ بصورة فردية نظرًا لخطورتها البالغة بل في إطار مشاركة من الجهات السيادية في الدولة.
وأشار رئيس الإصلاح والنهضة إلى أن الرئيس مرسي دمج في خطابه الأخير شرعية السادس من أكتوبر مع شرعية الخامس والعشرين من يناير، وأنه دشن لبناء شرعية جديدة. محاكاة النموذج التركي خارجيًا: وعلى صعيد السياسة الخارجية، قال عبد العزيز أنه من المبكر الحديث عن تغير في إستراتيجية السياسة الخارجية لمصر. وأضاف أن مصر لم يكن لها سياسية خارجية ولكن مجرد تبعية للولايات المتحدة وإسرائيل. ورأى رئيس الإصلاح والنهضة أن الرئيس مرسي يسعى لمحاكاة النموذج التركي في التقارب مع الغرب ولكن بندية، وأن يبعث برسائل بأن مصر منفتحة على الجميع وأن سياساتها الخارجية مع دول مثل إيران والصين وربما روسيا ستكون مختلفة عن النظام البائد ولكن ليس بصورة كبيرة.